الأحد، 28 سبتمبر 2008

1 ميجا خس

عندما فكرت قبل سنوات أن أشترك في خدمة الإنترنت كتب علي أن أكون تحت رحمة شركة الإمارات للإتصالات المحتكرة لخدمات الإتصالات والإنترنت في الدولة ، وأن أقول لهذه الشركة سمعنا واشتركا ، فلا بديل عن النكد !!

القصة باختصار أنني ارتكبت جريمة لا تغتفر قبل حوالي خمس سنوات واشتركت في خدمة الانترنت سريع الإنقطاع ( الشامل ) عوضا عن المرحوم الديال أب ، وبحسب مسؤولي احتكارات فإن منطقتي التي لا تبعد عن العاصمة إلا خمسة وأربعين كيلومتر فقط وبها فرع للشركة لا تتوافر بها خطوط كيبل الشامل وأنه يتعين علي أن اشترك بالشامل عن طريق الطبق اللاقط أو ما يعرف بخدمة آي وان IWAN حيث يتم تركيب طبق التقاط على سطح الفيلا ويمد منه كيبل للمودم ومن المودم يتصل سلك شبكة محلية LAN بجهاز الكمبيوتر لأكون على اتصال دائم ويبدأ النكد الدائم بالهطول أكثر من معدل هطول الامطار على أدغال أفريقيا . 

الزبدة أنني اشتركت مع الشركة وأصبحت اشتراكيا في باقة 512 كيلوبت حسب المصادر (الموثوقة ) في الشركة وبإيجار شهري قدره 250 درهما تقريبا، ولأن المصادر (الموثوقة ) تقول أن الخط لدي بسرعة 512 كيلو خس فانه يجب ان يكون 512 !! ويجب أن أؤمن بهذه الحقيقة الدامغة رغما عن أنفي هل أجرؤ على تكذيب الحكومة؟!!

المهم أنني تورطت واشتركت وأعوذ بالله من الشرك وتصفحت وتفيرست عدة مرات ، وبعد فترة من هذا الإشتراك الإجباري الإحتكاري وسوس لي الشيطان والعياذ بالله من وساوسه أن أقوم بتجربة لسرعة الخط لدي وأتأكد من سرعته الفعلية ، وبالفعل خالفت التعليمات وشغلت مخي متبعا غي الشيطان واكتشفت من خلال التحميل من موقع إتصالات أو من خلال المواقع العالمية أن معدل التحميل لدي لا يتعدى 45 كيلوبايت تقريبا أي ما يعادل 360 كيلوبت لأن البايت يساوي 8 بت فتضرب في 8 ضرب الله الدعايات الخداعة.

طبعا لم أرض بهذا وقلت كيف ؟؟ لقد تعاقدت على 512 كيلو خس فكيف تبيعونني 360 فقط ، وقلت أنه يتوجب علي أن أتحدث لسوق الخضار والفواكة ليجدوا لي حلا ، وبعد عدة صولات وجولات وزيارات ميدانية غير مجدية أقنعوني بأن هذا هو الحد الأقصى والوضع الأفضل لهذه الخدمة وأن أتعوذ بالله من الشيطان الرجيم وأحمد الله صباحا ومساءً ( له الحمد على كل شيء ) على أنني مشترك معهم .!!

رضينا بالهم وما رضي فينا هو العنوان التالي لفقرة النكد حيث أن الإنقطاع والبطئ المفاجئ هو الأصل في (الخدعة ) وأن شعار دائما على اتصال مجرد مزحة غير مقصودة مما سبب لي الإحباط ، لكن ما خفف إحباطي أن إتصالات هي الأفضل في المنطقة الصحراوية بحسب كثير من المؤشرات التي لا يجوز التفكير بمعاييرها .

وبعد فترة أعلنت إتصالات أنها ستضاعف الباقة لكل مشتركيها الكرام تقديرا لهم على تحملهم كل هذا النكد طوال هذه السنوات وتم رفع باقة اشتراكي لباقة 1 ميجابت وبنفس السعر السابق أي أنني الآن حصلت على 1024 كيلو خس بنفس السعر السابق ، ولأنني نكدي وأحب المشاكل فقد سولت لي نفسي الأمارة بالسوء هذه المرة أن أجرب السرعة الحقيقية للخس خاصة وأنه مع عرض الشامل فيكون الخس شاملا ، جربت الخط فوجدت أن معدل التحميل هو 70 كيلوبايت فقط أي ما يعادل 540 كيلوبت واذا وصل التحميل لمتوسط 80 كيلوبايت يكون الاشتراك لدي بسرعة 640 كيلوبت فقط !! رغم أنه من المفترض أن يصل التحميل في هذه الباقة إلى 128 كيلوبايت ولو كنت في بوركينا فاسو فلا بأس ب100 كيلوبايت فهي جيدة أما أن يكون الهدر قد وصل إلى الثلث فهذه كارثة ، لكنها معقولة ومقبولة في سوق الخضار وخاصة عندما تشتري الورقيات حيث أن الكثير من أوراق الخس تكون فاسدة ، طبعا لم أسكت و تكرر نفس السيناريو السابق الذي حصل مع مسؤولي الشركة حيث بدأت جهودهم الدبلوماسية لمحاولة إقناعي بأن أرضى بالأمر الواقع وأن أتنازل عن حق العودة !! ولأنني اشتركت معهم وأصبحت اشتراكيا مناضلا فقد رفضت الذل والظلم وقلت أين البندقية فردوا في إيطاليا !! فلا حق لك عندنا وإذا لم يعجبك الخس فاشتري الخيار أو الجزر فالسوق ملئ بالخضروات وأنت حر في الإختيار لكن لا تفكر في أن تتجه لسوق آخر فنحن السوق الوحيد هنا وأفضل سوق للخس في المنطقة الصحراوية التي لا تنبت أرضها القاحلة الخس إنما نحن نستورده ونبيعه لك ولهذا فهو يتعرض للفساد خلال الرحلة الطويلة في الخطوط الضيقة المتكدسة بالكثير من المشتركين . فهل سأجد حلا لورطتي مع سوق الخضار ؟!! 


ليست هناك تعليقات: